المشاركات

عرض المشاركات من 2012

غروب في حب عمان

صورة
**********************   قال : سأذهب . قلت : ومن سيغرد صباحا من بعد صوتك ؟ ! قال : ستحيط بي ليلة ظلامها يمتد سنة من التاريخ . قلت : عانق بعينيك السماء، حيث النجوم، وقمرا زاخرا بنور يحضن وجهك . قال : ولكن السماء عقيمة في ليلتي المظلمة، لا القمر يشرق فيها، ولا النجوم . قلت : لا تيأس ولا تنصت لصوت الظلام، فإن الحياة ستزدهر بالنور . قال : لا تيأس، ولن أيئس . قلت : عانقني، فإن الفراق بيننا طويل . قال : سنرى، لعل سمائي تجمعنا قبل الغروب . قلت : ومتى الغروب؟ ! قال : سنعلم، وبعد الغروب، كن ولدا طيبا، وارسم ﻷ مك بسمة عطائك تحت الشمس، ولا تسلك طريقا قصيرة يحرسها الظلام . صمت لحظة وقال : اختر طريقك وكن يقظا   .   ذهب، وشمسه في لحظة غروبها، وترك خلفه كلمات بعثرتها الشهور على طريقته، جمعتها، وقرأتها، ثم رتبت كتابتها .     ونظرت نحو السماء وقلت : دون كلامك يا أخي في الظلام، وأشعل به شمعة تنير بها طريقك، وطريقنا . بعد الغروب، سأنتظر فجركم !! **********************

آثار العطر (2)

دقت ساعة البرج مشيرة إلى الساعة الثانية عشر، هنا تجد الطلاب في تيارين، تيار خارج من محاضرته هادئا أو لاعنا لورقة اختبار، وتيار يركض لا يرى شيئا سوى مقصده. كنت من الصنف الثاني، وكل تركيزي منصب في طريقي لكي لا أتسبب في حادث، كما أن لساني مستعد للنطق بكلمة اعتذار لكثرة الاحتكاكات بالمارين، وعند عبور تقاطعات ممرات الذكور بممرات الطالبات اضطر لمضاعفة التركيز خوفا من وجود طالبة مستعجلة مثلي ونتسبب في حادث "تنعشل أغراض". اقتربت من الصف، والساعة تجاوزت الثانية عشرة بدقيقتين، وقفت أمام الباب استجمع بعض الأنفاس ثم فتحت الباب.. لم يبدأ الدكتور درسه بعد، ونفسي ي ساب ق نبضات قلبي المتسارعة، فالتأخر عن المحاضرة مرهق بعض الشيء، نفسيا بانعكاسات بدنية ، نظرت يم نة ويسرة أبحث عن مقعد خال كي أجلس، فلم أ جد سو ى ذلك الكرسي المتطرف على زاوية الفصل، بحيث يصبح باب الاناث على بعد كرسي من يميني وا لشباب على يساري. وضعت كتبي، و جلست، أخر جت ورقة خالية، وب دأت أشخبط وأضع بعض التصورات التي لا أستطيع أن أشرحها ﻷحد، وكل هذا محاولة لتهدئة روحي قبل البدء بمراجعة آخر درس في الوحدة ، فالاختبار في

آثار العطر (1)

انهيت يوما متعبا بقليل من الأعمال والدراسة، والكثير من المشي والقهوة، لم استطع النوم مبكرا -كأي ليلة في العاصمة-، ولكن بعد الحوارات النفسية والكيميائية مع البدن استطعت اقناعه بالنوم المبكر على الرغم من بداية محاضراتي مع أول دقائق المساء . نهضت فجرا، ولكن حلما جميلا لم ينته بعد، ولا يمكن للنوم أن ينتهي بدون انتهاء الحلم، فأطفئت المنبهات، وعدت للنوم بدون منبه، صحوت الساعة العاشرة - ساعتان قبل المحاضرة- ، اتصلت بالمطعم أسفل العمارة وطلبت منه برجر وعصير، وبدأت أنشط عقلي بالماء البارد، انتهيت وتناولت فطوري ولم يبقى سوى الزي الرسمي للذهاب للجامعة . لبست ثوبي ووضعت كمتي  . . . والعطر !! عندما رششته على ثوبي ترك آثارا واضحة !! سحقا !! ليس في هذا التوقيت !! 30 دقيقة فقط تفصلني عن المحاضرة !! خلعت الثوب وركضت طائرا نحو آلة الغسيل: "لالا، الوقت لا يكفي لهذا . . . "   عدت إلى المطبخ وبدأت أفرك الثوب ببعضها حتى زالت آثار العطر، ثم رميتها تحت المكواة ﻷبدأ شوطا سريعا من الكواي . لبستها وخرجت، بقي 20 دقيقة عن المحاضرة وأنا أمشي باتجاه سوق الخوض لأبحث عن تكسي يوصلني للجامعة،

سمنة الجامعة

صورة
صدمتني دراسة نشرت في جريدة ( Muscat Daily ) بتاريخ 13/10/2012، توضح أخطار انتشار السمنة في أوساط الشباب في المجتمع العماني !! شملت عينة الدراسة 202 طالب من خمس كليات في الجامعة، نصفهم من الذكور، والنصف الآخر من الإناث، واوضحت الدراسة بأن 49% من العينة كانت تعاني من زيادة عن الوزن الطبيعي، في حين أن الذكور أكثر زيادة في الوزن عند مقارنتهم بالاناث الذي وصفهن الخبر بأنهن قريبات من الوزن المثالي. وقفت لحظة أقرأ وأدقق في هذا الخبر، الأولاد بشكل خاص مرتبطون ارتباطا وثيقا بالرياضة ولم أنسى ذلك المجنون المندثر دراسيا بسبب هوسة المجنون بالرياضة حتى عند الحديث عن السياسة سيمحور القضية لتصبح رياضية بحتة. بينما الفتاة الجامعية تشير إلى قلة الشهية للطعام، فهي التي تخرج صباحا وترجع مساء وفي يدها قطعة ساندويتش لم تنتهي من أكلها منذ الصباح -مبالغة لا أكثر-، حتى سمعنا قصص نقص الدم أو غيرها من الأمراض المرتبطة بالتغذية. والعجيب، تحرك المجتمع الطلابي في حملات الحوادث أو السلامة المرورية -بالتعبير الايجابي- ومجتمعنا متوجه للمعاناة من السمنة والعديد من الأخطار التي نسينا ذكرها، فلابد أن تأخذ السمنة

محارب ظل الشمس !!

صورة
رأيته يمشي وحيدا، طالب في سنته الأولى، يبحث عن سيارة أجرة تعيده لشقته، فتخليت نفسي مكانه ، وألتبست شخصيته البريئة : محارب ظل الشمس !!   خرجت من الجامعة، أحمل كتابا وحاسوبا محمولا فوق ظهري، وشمس تحرق رأسي لدرجة أنني أتوهم برؤية حواجز الشارع ذائبة فأمشي متأرجحا أخاف أن أطأ ذلك السائل شديد الحرارة، وكان في معيتي شاب يلازمني كل نهار، يمشي على يميني، ويستظل خلفي من الشمس، لا يختفي عني سوى في لحظات نومي عندما أطفئ النور، أو في الليل البهيم، فهو كائن يخاف الظلام والسواد. رمقته بنظرة حسد، فأعرض بوجهه عني يمينا، فأبديت عدم الاهتمام فأعاد وجهه ينظر الطريق، عدت ﻷراه، فألتفت يمينا !! صرخت معاتبا اياه: " ألم تكتفي من الاستظلال بجسدي ؟؟ أما آن الأوان لأن تظلني خلف جسدك الرقيق من الشمس ؟؟". لم ألحظ منه أي شيء، أو لعله كان يحاول أن يقول شيئا وقت صراخي، تابعت المسير وأنا أتصبب غضبا ويئسا تحت حر الشمس، فلا سيارة تكسي تبشر بالفرج القريب، ولا صاحب يمتلك المبادرة لتغطية رأسي من الشمس. واصلت المسير، وبدأت أفقد بعض الشعور بنور عيني، وإذا بذلك الأناني قد خرج من طبيعته الذي خ

منفى في رحم أم !!

كنت نائما، فإذا بصوت ناعم، ليس بالغريب، يغني: "قتلاك أو جرحاك فيك ذخيرة"، لم أكن أعتقد بواقعية الحدث، فالصوت وقت المنام لا يعدو كونه حلما، ولكن الصوت استمر لفترة طويلة، فتحت عيني، فإذا بفتاة جالسة جنب سريري، قمت بسرعة وجلست متمعنا في صفاتها، وزنها قرابة الخمسة والخمسين، وطولها يقارب السبعين، كانت الغرفة مظلمة ولا أستطيع أن أرى سوى ظلها، كان ظلا وسيما، يتصرف كما لو أنه كان وحيدا، أبديت صوتا ﻷحسسها بوجودي ولكنها استمرت على حالتها، لم أكن أمتلك الوقت الكافي لحوارها، فالغد مليء بالأعمال والإختبارات، اضطجعت ووضعت رأسي على وسادتي وعدت ﻷعيش صراعا مع نومي، حتى ما كدت أن أنام، أتتني، توقظني من نومي، وقالت لي: " حتى متى سأبتسم وأمنح الحياة لمن حولي وبداخل كل شخص مشاعر مرهقة يركنها في أعلى الرفوف، بعيدا عن عينيه؟؟". - نظرت إليها وقلت: "من أنتي؟؟" . - قالت: "أنا لست سوى كومة من القهر، أهملها وطنها، فشردت في بطن أمي عشرون عاما، لا أعرف فيها سوى شخص واحد". - سألتها: "ماذا تريدين؟؟". - قالت: " أرشدك إلي، أنت من أهملك الشخص الواحد، و