المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٢

محارب ظل الشمس !!

صورة
رأيته يمشي وحيدا، طالب في سنته الأولى، يبحث عن سيارة أجرة تعيده لشقته، فتخليت نفسي مكانه ، وألتبست شخصيته البريئة : محارب ظل الشمس !!   خرجت من الجامعة، أحمل كتابا وحاسوبا محمولا فوق ظهري، وشمس تحرق رأسي لدرجة أنني أتوهم برؤية حواجز الشارع ذائبة فأمشي متأرجحا أخاف أن أطأ ذلك السائل شديد الحرارة، وكان في معيتي شاب يلازمني كل نهار، يمشي على يميني، ويستظل خلفي من الشمس، لا يختفي عني سوى في لحظات نومي عندما أطفئ النور، أو في الليل البهيم، فهو كائن يخاف الظلام والسواد. رمقته بنظرة حسد، فأعرض بوجهه عني يمينا، فأبديت عدم الاهتمام فأعاد وجهه ينظر الطريق، عدت ﻷراه، فألتفت يمينا !! صرخت معاتبا اياه: " ألم تكتفي من الاستظلال بجسدي ؟؟ أما آن الأوان لأن تظلني خلف جسدك الرقيق من الشمس ؟؟". لم ألحظ منه أي شيء، أو لعله كان يحاول أن يقول شيئا وقت صراخي، تابعت المسير وأنا أتصبب غضبا ويئسا تحت حر الشمس، فلا سيارة تكسي تبشر بالفرج القريب، ولا صاحب يمتلك المبادرة لتغطية رأسي من الشمس. واصلت المسير، وبدأت أفقد بعض الشعور بنور عيني، وإذا بذلك الأناني قد خرج من طبيعته الذي خ

منفى في رحم أم !!

كنت نائما، فإذا بصوت ناعم، ليس بالغريب، يغني: "قتلاك أو جرحاك فيك ذخيرة"، لم أكن أعتقد بواقعية الحدث، فالصوت وقت المنام لا يعدو كونه حلما، ولكن الصوت استمر لفترة طويلة، فتحت عيني، فإذا بفتاة جالسة جنب سريري، قمت بسرعة وجلست متمعنا في صفاتها، وزنها قرابة الخمسة والخمسين، وطولها يقارب السبعين، كانت الغرفة مظلمة ولا أستطيع أن أرى سوى ظلها، كان ظلا وسيما، يتصرف كما لو أنه كان وحيدا، أبديت صوتا ﻷحسسها بوجودي ولكنها استمرت على حالتها، لم أكن أمتلك الوقت الكافي لحوارها، فالغد مليء بالأعمال والإختبارات، اضطجعت ووضعت رأسي على وسادتي وعدت ﻷعيش صراعا مع نومي، حتى ما كدت أن أنام، أتتني، توقظني من نومي، وقالت لي: " حتى متى سأبتسم وأمنح الحياة لمن حولي وبداخل كل شخص مشاعر مرهقة يركنها في أعلى الرفوف، بعيدا عن عينيه؟؟". - نظرت إليها وقلت: "من أنتي؟؟" . - قالت: "أنا لست سوى كومة من القهر، أهملها وطنها، فشردت في بطن أمي عشرون عاما، لا أعرف فيها سوى شخص واحد". - سألتها: "ماذا تريدين؟؟". - قالت: " أرشدك إلي، أنت من أهملك الشخص الواحد، و

عمود إنارة

بعد وجبة العشاء، ومثل كل يوم وكأي تقرير: "تم مناقشة القضايا الإقليمية والدولية، وآخر المستجدات في الساحة الجامعية، وتوطيد العلاقات مع زميل الغربة منير" كل هذا أثناء اتجاهنا إلى مركز الهدير للتسوق، وأبى منير إلا أن أشرب الباريو على حسابه، فأخذت علبة بالفراولة تضامنا مع الحالة العاطفية في ذلك اليوم، وتبعني منير تضامنا مع حالتي العاطفية أيضا، فخرجنا متجهين نحو شقتينا المتجاورتين . في الطريق، وبينما كان الحديث يدور حول مسلسل نانسي وبشار الأسد وما آل إليه العراق من تأزم سياسي – متناسين الهموم من حولنا- أخرجت علب الباريو، وسلمته زجاجته، ورفعت زجاجتي، سائلا إياه أن يختار نخبا، ولكن جوابه كان سريعا: "استغفر الله"، فلم أرد أن أرجع يدي حافية، فلمحت عمود إنارة على يساري، فضربته بالزجاجة قائلا : "نخب الحرية". وأثناء خطوتنا السادسة من عمود الإنارة السابق، لاحظنا عمود إنارة منزوع من أساسه، فاستوقفني لحظة !! فألتفت نحو منير قائلا: " أعتقد أن عمود الإنارة صاحب نخب الحرية سيختفي غدا كحال هذا العمود. " عدت مساء اليوم الثاني لأطمئن على عمود الإن