المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٢

آثار العطر (2)

دقت ساعة البرج مشيرة إلى الساعة الثانية عشر، هنا تجد الطلاب في تيارين، تيار خارج من محاضرته هادئا أو لاعنا لورقة اختبار، وتيار يركض لا يرى شيئا سوى مقصده. كنت من الصنف الثاني، وكل تركيزي منصب في طريقي لكي لا أتسبب في حادث، كما أن لساني مستعد للنطق بكلمة اعتذار لكثرة الاحتكاكات بالمارين، وعند عبور تقاطعات ممرات الذكور بممرات الطالبات اضطر لمضاعفة التركيز خوفا من وجود طالبة مستعجلة مثلي ونتسبب في حادث "تنعشل أغراض". اقتربت من الصف، والساعة تجاوزت الثانية عشرة بدقيقتين، وقفت أمام الباب استجمع بعض الأنفاس ثم فتحت الباب.. لم يبدأ الدكتور درسه بعد، ونفسي ي ساب ق نبضات قلبي المتسارعة، فالتأخر عن المحاضرة مرهق بعض الشيء، نفسيا بانعكاسات بدنية ، نظرت يم نة ويسرة أبحث عن مقعد خال كي أجلس، فلم أ جد سو ى ذلك الكرسي المتطرف على زاوية الفصل، بحيث يصبح باب الاناث على بعد كرسي من يميني وا لشباب على يساري. وضعت كتبي، و جلست، أخر جت ورقة خالية، وب دأت أشخبط وأضع بعض التصورات التي لا أستطيع أن أشرحها ﻷحد، وكل هذا محاولة لتهدئة روحي قبل البدء بمراجعة آخر درس في الوحدة ، فالاختبار في

آثار العطر (1)

انهيت يوما متعبا بقليل من الأعمال والدراسة، والكثير من المشي والقهوة، لم استطع النوم مبكرا -كأي ليلة في العاصمة-، ولكن بعد الحوارات النفسية والكيميائية مع البدن استطعت اقناعه بالنوم المبكر على الرغم من بداية محاضراتي مع أول دقائق المساء . نهضت فجرا، ولكن حلما جميلا لم ينته بعد، ولا يمكن للنوم أن ينتهي بدون انتهاء الحلم، فأطفئت المنبهات، وعدت للنوم بدون منبه، صحوت الساعة العاشرة - ساعتان قبل المحاضرة- ، اتصلت بالمطعم أسفل العمارة وطلبت منه برجر وعصير، وبدأت أنشط عقلي بالماء البارد، انتهيت وتناولت فطوري ولم يبقى سوى الزي الرسمي للذهاب للجامعة . لبست ثوبي ووضعت كمتي  . . . والعطر !! عندما رششته على ثوبي ترك آثارا واضحة !! سحقا !! ليس في هذا التوقيت !! 30 دقيقة فقط تفصلني عن المحاضرة !! خلعت الثوب وركضت طائرا نحو آلة الغسيل: "لالا، الوقت لا يكفي لهذا . . . "   عدت إلى المطبخ وبدأت أفرك الثوب ببعضها حتى زالت آثار العطر، ثم رميتها تحت المكواة ﻷبدأ شوطا سريعا من الكواي . لبستها وخرجت، بقي 20 دقيقة عن المحاضرة وأنا أمشي باتجاه سوق الخوض لأبحث عن تكسي يوصلني للجامعة،