المشاركات

عرض المشاركات من 2013

ضحية مرض وأشياء أخرى

صورة
في يوم من الأيام سألني أحد الأصدقاء وفي محور حديث عن حق الناس في تعلم أو قراءة الفلسفة: قام أحد طلاب المتخرجين من حوزة قُم بعمل بحث خارج –خارج علوم الدين-، وكان بحثه في الفلسفة ويجيب على السؤال "لماذا العذاب في الدنيا ؟؟"، يعني لماذا يولد طفل في أفريقيا ليعيش ساعتين ثم يموت جوعا ؟؟ أو يتعذب أطفال بعض الدول تحت القصف والموت. محاضرته بعد خمس دقائق، ترك لنا سؤالا ورحل ... طفل يعاني الموت، لا ذنب له سوى الصراخ جوعا بعد ولادته، لماذا يستحق كل هذا العذاب القصير المميت في دنياه ؟ حسنا، لعل فرضية "تعرف الأشياء بأضدادها" تعمل هنا، فالعذاب كله موجود ليعرف الآخرون حجم الراحة التي يعيشونها، والبرودة موجودة ليعرف الانسان قيمة الحرارة، لكن ماذا لو ارتفعت الحرارة كثيرا ؟ سيحترق الانسان !! إذا لابد من حل يحاول الموازنة بين الحرارة والبرودة، لابد من المرض والخسارة ليتناغم هذا الكون مع نفسه واستمراريته. قال لي أحمد الرمضاني مرةً بأن الحمى مؤشر ايجابي يصيب أجسامنا، فهي تدل على أن مناعة الجسم تقاوم شيئا ما بداخلها وتحاول أن تمنع حدوث الأسوأ، العذاب تماما كالحمى، ألم يجنبنا

ضغوطات أسبوع

صورة
ينتهي اسبوع من الاجازة، وتباشر الجامعة بجمع كل طلابها في حرمها بمختلف مناطقهم ولهجاتهم وآرائهم، وهذا أحد الأشياء الذي يشجعني على حب الجامعة، أن أرى فيها تنوعا في كل شيء، ومن كل شيء، جميل جدا أن لا تتوقع كل شيء حولك، حتى تعيش في جو يجعلك تتوقع كل شيء . شخصيا، لم اتوقع حجم الضغط الذي رسمه القدر لي على حواف الاجازة، ( تقرير تجربة، واجب، ثلاثة امتحانات قصيرة من بينهم مادتين خارج نطاق خدمة المذاكرة الدورية منذ ثلاثة أسابيع ) !! ...  بالضغط تشعر بأنك أنت لست أنت، موجودا في دوامة حياتك، والحياة تواصل مسيرها الحاد نحو يديك وقدميك، وغبارها يداعب حلقك المختنق، ينطلق النيترون من الضيق داخلك، تنشطر ذرات الكسل، وتجتاحك رغبة بالصراخ في زحمة الحياة . وتتساءل : ماذا يفعل كل هؤلاء الناس في الحياة ؟؟ هل هم في مكانهم الصحيح ؟ تحتل أفكارك الرغبة بإعادة ترتيب كل شيء، جدولك الغذائي، أصدقائك، درجات القرابة، أولويات الدراسة، الحياة كلها . وفجأة احتاج لنفسي باسم فارغ، لا يحتوي شيئا من المعاني، أكتفي بــ " ميم " مثلا، حرف عابث مفرد لا صلة له بالأشياء أو المبادئ، لا يبشر، ولا ينذر . ثم انحر

بداية فوضى

صورة
فصل جديد يطرق أبواب سنة دراسية جديدة، وفي أول تجربة لي بتسجيل 18 ساعة دراسية ( 6 مواد ) في فصل دراسي واحد، لذلك قررت أن أتبنى نظاما فوضويا أكثر من فصلي الصيفي بفضل دقة تنظيم الفوضى، وسهولة التخلص من كل أدلة المحاولات في حالة فشلها، وامكانية الفوضوي اللجوء للشارع الآخر بحرية في حالة كان أسرع - وهو كذلك دائما كما يتضح في طريقنا للجامعة كل صباح - ، والفوضى أيضا تغير اتجاهها باستمرار ﻷنها في الاتجاه الخاطئ، وتغير موقعها دائما بسبب موقعها الممل . وأبسط طريقة للتعامل مع الفرص في حالة الفوضى هو اهمال كل الفرص، ﻷنها تطرق الباب في الوقت الخاطئ دائما، وحتى لو كانت تتعلق بإصلاح خطأ ما، ﻷن الخطأ الأول عادة ما يكون صحيحا، والخطأ الثاني أسوأ بمئات المرات من الخطأ الأول، ولا شيء يتحسن إلا بعد أن يحيط به السوء من جهاته الست في الرسم الثلاثي الأبعاد، أو أربع جهات في الرسم ثنائي الأبعاد !! وعلى غرار طريقة الفوضى في التعامل مع المشاكل، فيجب علينا اهمالها بكل ما أوتينا من قوة، ﻷننا وبمجرد التفكير في حجم المشكلة ستنمو وتكبر حتى لا يتسع لها أي حل، وكل حل سيضمن لنا مشكلة أخرى لا تتسع لها المشك

بقايا نظر

صورة
مشكلة النظر معي لم تكن وليدة الجامعة فحسب، بل انها صفة ورثتها حياتي الجامعية من المرحلة الثانوية .  بعد المرحلة الثانوية قدمت شهادتي لسلاح الجو السلطاني لدخول اختبار القبول حتى أرى نفسي طائرا في بعض السموات، واجتزت اختبار القبول النظري ببساطة، ولكني انسحبت  - حفاظا على ماء الوجه -  قبل الاختبار الطبي، والسبب كان قبولي في الجامعة والنظر . لم ألبس النظارة رغم كل شيء  ..,  لا أرى الطريق جيدا، لا أميز الوجوه من حوالي  15  متر، لا أرى الحروف على السبورة وإن كنت جالسا في الصف الثاني من الفصل  !! أذكر ذلك اليوم الذي شعرت فيه بالغضب ﻷن أحدهم استثار نظري، في بداية مرحلتي الجامعية طلبت مني  " الاستاذة "  أن أقرأ من السبورة، وكنت في الصف الثاني من الفصل، فاعتذرت بعدم قدرتي على القراءة، وأصرت بأن أقرأ لأن كل شيء واضح ومقروء من نظرها  ..  وختمت حوارها بقولها : Anyway, I don't believe you. لملمت كل الصبر والصمت من داخلي وأصبح هو نَفَسي في كل محاضرات هذه الاستاذة العمانية، كنت صامتا طوال محاضراتها، غير مهتم بها أو بمادتها، اشتريت أول نظارة لي خلال الفصل نفسه وارتديتها في ك

الموضوع كلو "زَء"

صورة
"ده هم الإليكترونات لما بتسري في سلك الحديد ده، بتزوء بعضيها .. معقولة مثلا ألفين طالب بيمشوا في ممر واحد ؟؟ لا طبعا راح يكون هناك زء .. هذا الزء بيسبب أييه ؟؟  لما أنت بتزوء صاحبك في الممر بيصير أييه ؟؟ بيطلع برا الممر .. كدا في السلك كمان: الإليكترونات تزؤ بعضيها وبعض طاقتها بتطلع برا .. والطاقة الضايعة بالزء بنسميها Losses Energy .. الموضوع كلو له علاقة بالزء" , دكتور مادة التكنولوجيا الكهربية. كان الدكتور واقف يشرح جزئية الطاقة الضائعة في الترانسفورمر، وبلهجته المصرية كدا .. في هذي الجزئية  تهت، الدكتور في الوقت ده بيحكي عن مشاكل بلدو أو هو مجرد شرح  المادة !! هم أخواتنا المصريين كل يوم بينزلوا في الشارع، وعَمَالين يزؤوا في بعضيهم !! والطاقة الضائعة عَمَالة تزيد كل يوم ببلدهم !!  هم أخوتنا المثقفين عَمَالين يزؤوا في بعضيهم ومَكَسَرين شرف بعضهم وطاقتنا الثقافية حتضيع بسببهم !! هم أخواتنا الشَغَالين في التواصل الإجتماعي كمان يزؤوا بعضيهم كل يوم !! سيبوني أدرس لحالي وريحوني من الزء ده !!

عودة ببداية الصيف

:) لا أدري ذلك الشعور الذي كان يقودني في فترتي الأخيرة، افتتحت هذه المدونة بهدف مشاركة عشوائية لبعض أحداث حياتي كطالب في جامعة السلطان، رأيت من خلال شبكات التواصل والمدونات مجالا لمشاركة القصص ولعلها طريقتنا المثلى للسعادة، مشاركة الحقيقة والرؤية الصادقة بعيدا عن الشعور بالخوف من أخطائنا  - الاملائية منها والحياتية - ، فــ " كل ابن آدم خطاء " ، وإذا لم نكتب اليوم أحداث يومنا فغدا قد نتذكر الموقف ولكننا حتما سننسى تلك التفاصيل المتعلقة بشعورنا في يوم الذكرى، ولربما لُمت محمود درويش عندما أبدى رغبته بالتخلص من بعض أشعاره القديمة لو لم تكن ملك للقارئ  ..  لا أدري لماذا يحاول هذا الشاعر الكبير أن يطمس جزء من شعوره وحتى إن كان شعورا لحظيا فهو مـ " ما يستحق الحياة " . نفتقد كعرب تأريخ أحداث يومنا وحياتنا، ربما لأننا لا نحس بقيمة تجاربنا أو لا نراها بزوايا بمنظار دقيق، تمر علينا اللحظات كثواني عابرة لا أهمية لخلودها، وربما ننقل بعض الأحداث والتجارب شفهيا في محيط أصدقائنا وأهلنا دون أن تتجاوز حاجز معارفنا إلا بمرحلة واحدة أو اثنتين، لكن بالكتابة قد يكتب الخلود لتجربة

مطر، وروح طالب.

صورة
أكتب العنوان ولا أدري أين البداية، هي تماما كالحياة، لا أعرف كيف وصلت هنا، فتحت عيني في يوم ما فوجدت نفسي حيا في مكان ما، في بيئة ما، لا أذكر البداية . هي كالحلم، فجأةً تجد نفسك في ساحة حرب، أو ملعب كرة قدم، وأنت تعي جيدا دورك في الحلم وما الواجب عليك فعله، هكذا هي المطالع، وهكذا وجدت نفسي في المطر . صحوت صباحا، الجو جميل، الماء بارد عند الاستحمام، المطر ينزل، كنت أعرف تماما ما الواجب عليَ فعله، وهو التحضير لمحاضرة الاحتمالات في الثانية عشر مساء، جلست على الشرفة، لم يشدني الرذاذ، كان قلبي جامدا، أدرس احتمال سقوط قطرة ماء في كوب القهوة الذي تهتز فيه القهوة أمامي، شعرت بسخافتي فقمت ألبس الملابس الرسمية، وكالعادة : أصعب جزء من اليوم هو وضع " الكمة " على الرأس، أشعر أنها حاجة زائدة عني، لا أحتاج لها، وهي لا تحتاج لي، لكن الناس يحتاجونها فوق رأسي !! ذهبت للجامعة، وكل طالب حولي يتحدث عن احتمالية تبني رحلة في هذه الأجواء " الخريفية " ، وأكثر عبارة سمعتها : “ بالله عليكم هذا جو دراسة ؟؟ \ كم محاضرة طنشت ؟؟ \ شو جدولك اليوم ؟؟ ". دخلنا للصف مع الدكتور، ي

#أزمة_مياه_الخوض

صورة
فتحت عيني صباح الثلاثاء، وتوجهت نحو الشرفة لاستقبل بعض النور من الشمس للملمة النشاط قبل البدء بأعمال ما قبل الدوام، كانت الشمس باردة، وتسللت إلى جسدي برفق، تنزع برودة التكييف من قلبي وحتى أطرافي . توجهت بعد ذلك للاستحمام، فإذا بسلطان يصرخ : “ شباب اليوم ماشي ماي، لازم نحافظ على الدرام وما نخلصه !!” ، اضطررنا للتضامن مع المسألة وأرشدنا في استهلاك الماء ! ﻷول مرة أتمنى أن يكون لكل غرفة " درامها الخاص " ، لأني أصاحب شخصا واحدا في غرفتي، والغرفة الأخرى تحوي على ثلاثة شباب، ومن هنا فاستهلاكهم أكثر منا .. ولكن الواقع فرض علينا " درام " واحد لكل شقة . وأنا استحم في صباح الثلاثاء تراودني بعض الأفكار التي لم تزل حتى اللحظة تراودني، فهناك " درام " واحد على السطح لم تنقص منه قطرة ماء منذ بدء الأزمة، وابليس يحثني على استخدام الدلو لتفريغه في " درامنا " ، ولكن الضمير هو الفائز حتى الساعة . داومنا كعادة أيُ ثلاثاء، ونسيَ كل طالب مشاكله الخاصة مع الماء، وبدأنا طريق الجد والتعب والضحك وسد الفراغ بأي شيء نملكه، واختتمنا أعمالنا بحضور الأمسية ال

أكملَت عامَها الأول

صورة
سَماويةٌ /  أكملَت عامَها الأول ...  تُطربُالأرضَ برجلِها /  فَتَربو بأفراحٍ يكسوها الغَرام  .. تروينا بِحُبٍ سَرمَديٍ يسكنُ ارواحنَا /  ويُطَهِرها من خَطَايا العَواطِف  .. وبِجَبِينها /  يَسكنُ الشَفقُ /  مُحمَرا بِنور عَينيها /  يُحيط به ظلامُ شعرها /  وترسم بثغرها بسمةً تَغسلُ الحزنَ من قلوبِ الناظرين  .. هي خُلِقَت لنا سعادة  /  وكأن السماء تريد لنا هبةٌ ترشدنا نحو الحياة .. هي خُلِقَت لنا هداية  /  تُرينا طريق النجاح  .. هي خُلِقَت لنا طريقة /  مضيئة /  واضحة للوئام  .. هي  " جنان "  أختي، أكملت في حضن أمي بعمرها عام  .. 2\مارس\2013

بداية، لا أعرفها !!

لا أعرف من أين البداية . . . كل شيء في هذا الأسبوع يدعوني للتفكر، وحتى اللاشيء هنا يدعوني للتفكر في ذاته !! الأسبوع الدراسي الثالث، مؤتمر البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر على الأبواب - أو بالأدق على بعد يوم وساعات من الآن - ، وضغط نفسي بسبب الكثير من الأمور الحياتية والدراسية، ومادة لم نرى مُدرسها حتى الآن إلا في بريدنا الجامعي يخبرنا عن مواعيد الإمتحانات لمادة لم ندرس منها أي شيء . . . تحولٌ جذري هبط فجأة على حياة ذلك الكسول المتقلب بين كتب وجدها كهدية غالية في مبنى كلية الهندسة في اجازته القصيرة . فصلٌ دراسي بدأ كالحلم، وجدت نفسي وسط الصخب، لا أعرف كيف جِئت إلى هذا الصَخب . لم يكتفي الصخب بإثارة المحيط حولي فقط، بل تمدد ليشمل كل خلية في جسدي، استعمر قلبي المسكون باللاشيء، وصنع منه خاطرة حركت مشاعره، وحلمٌ في المنام أقامَ صلاة الغائب في الذاكرة على جزء مفقود في الحياة . ********* كل ما في الأمر الآن هو الإشراق بالمؤتمر ليكون بداية مشوار الألف ميل العماني في مجال البرمجيات المفتوحة، والظهور بصورة مشرفة وطنيا في هذه الفعالية ثم العودة ل لروتين ال

لن يجدي المطر ...

صورة
  لم يعد يجدي لنموي المطر !! يا قلب انطق .. هل هو موعد السفر ؟! هل اكتفيت من ريحة العطر ؟!     على سواد سحاب الرعود الصاعقة.. يجلس الدهر متكئا على عصى .. ينظر ﻷسفله بشرا ، من حجر ؟! يسقط على رؤوسهم صواعق من شرر .. يقتلهم، يسفحهم، يدفنهم، ثم يُبكي عليهم سحابه المُنتَقِم !!  .... خطر، يصعد على كف القدر .. وعمر، على رمل الصحاري ينهمر .. هي ككل الندى على الزهر .. فترة ويختفي عن النظر .. ..... لم أرى اليوم نورا يخترق السماء .. والأرض نامت في ظلام السراب .. غياب، يغزو داخلي المهجور .. ماضون يا قلبي رغم العناء ..ماضون بمواد جسمي إلى الفناء .. يوم ي ُ حرَقُ الجَسَد ليَخلق منا ف ِ كرة المطر .. .... وسيهطل المطر .. ولن يجدي المطر..  

موقف من الخوض (2)

 الخوض، منطقة تحتوي على تنوع انساني واسع، حيث يمتزج سكانها من العوائل -بمختلف أنماط معيشتها- بعدد كبير من الشباب -بمختلف نشاطاتهم ووظائفهم ودراساتهم-، ويميزها سوق بدأت المحلات والخدمات النسائية تجتاح جوانبه، ومطاعم متنوعة ومتناقضة في أغلب حالتها، فالعمال في المطعم الذهبي التركي أو زهرة لبنان كلهم من الهنود. في أحد الأيام كنت جالسا على طاولة في مطعم الهلال التركي، فجاءت بنت سورية - حوالي الثمان سنوات-، تبيع مسابيح وميداليات بأسعار مبالغ فيها بعض الشيء، ولكني محتاج للمسة طفل في غربتي، أو حتى الحديث مع طفل لمدة خمس دقائق، ناديتها، وسبق وصولها إليَّ صديقي بقوله: روحي من هنا !! نظرت له مستنكرا تصرفه وقال: " أعرفك كل حد يقس عليك بكلمتين". أكتفيت بالابتسامة ومسايرته الحديث عن ما يحدث في سوريا من قتل ودمار وقتل وتعذيب، وبطريقة ليست سلسة تحول الموضوع فجأة حول أحدى أدوات لينوكس ثم نبذة سريعة عن مادة يدرسها -شبكات-، وصولا إلى وضعنا الراهن في الحياة. انهينا العشاء المحكوم عليه بالأكل البطيء بعد ما انتهينا من جرد كل صغيرة وكبيرة حولنا من الحروف والكلمات والقصص، دفع الفاتورة ومضينا إ