المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٦

استاذ ناصر اختفى !

كان معلم الرياضة المدرسية الوحيد في المدرسة الابتدائية، وحده لا شريك له قائم على الفصول من الصف الأول وحتى الصف التاسع -مع أنه كان يتنازل عن بعض الصفوف الدنيا بسبب ضغط جدول حصصه-... هادئ جدًا لدرجة أنه لم يصرخ في وجهي رغم [استهتاري] في حصصه الرياضية لسنوات. هو اختفى في حياته، لم أره منذ خروجي من المدرسة... ولكن كل ما كان يحدث في حصته لا يزال يحصل على مستوى القرى والولايات والدول ! كنت متعجبا طوال فترة دراستي من جديته في تدريس كرة القدم، والأعجب بأنني كنت أضحك طوال حصة الرياضة، وطردتُ من الملعب عدة مرات بسبب استهتاري بـ[الفوز والخسارة]... فأنا الحارس الذي يتكئ على عارضة المرمى، ويتعلق فيها غير مبالٍ بما يدور أمامه، أو بما يدخل ويخرج من هذا المستطيل المعدني المسمى بالمرمى! ====================== يأمرني استاذ ناصر كما يأمر المدربون لاعبيهم: "العب بجدية" ! ... فأمشي على حواف ملعب المدرسة أبحث عن شيء يسمى الجدية في هذه اللعبة ! ====================== يطرح من سجله درجاتي كما تطرح الغيمة المطر حتى تختفي، ثم يقول: "ما بقالك شيء"... ولأن الفوارق بين أوائل المدر

مرآة

أنهيت اختبار الجيولوجيا العملي، خرجت من القاعة ماشيًا بخيلاء، ويميني قابضةٌ على ورقة أسئلته كيد فارسٍ يحمل رأس عدوه بتباهٍ، وغير مبالٍ بما خلفه سفك حياة رجل ما... الاختبارات لا تعني لي شيئا سوى شيء يجب التخلص من رأسه بالوقت... قدماي تجريان بي حيث لا أعرف، أُناس يمشون بدون اكتراث بشكلي الذي ينم عن خروجي من الاختبار، وأعمدةُ جدران خشنة الملمس لا أكف عن لمسها على طول ممرات الجامعة... تسقطُ أصابعي على عمودٍ ناعم الملمس، أدير بصري اتجاهه لأنتبه أنها غطاء زجاجي لواجهة معرض للفنون التشكيلية، لم أجد مقاومة من نفسي تمنعني من الدخول، فماذا سوف أفعل في نهارٍ أبدو فيه وحيدا مع رأسِ اختبارٍ ممل!؟ *********************** منذ ذلك اليوم المشؤم -قبل سنة- وأنا وحيد. أصدقائي بعيدون، غير مبالين بصديقهم المشوه بجرح يشبه الهلال. كنت قبل ذلك الوسيم بينهم، وفي حضور فتاة حولنا أتحدث إلى أصدقائي بمواضيع تهم تلك الفتاة، أتقن دوري بحركات جسدي المصطنعة، ونغمة صوتي، مثل الممثل على مسرح مونودراما ... أنا ممثله، ولا يحوي سوى مشاهدةٍ واحدة، تلك الفتاة... أما أصدقائي فهم خشب المسرح وستارته وأضواءه . أغويت ا