المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٢

ّالصرّوخ

صورة
  صوت الصرّوخ، صوت الصيف، أو كما نسميه في عمان: "القيظ". كائنٌ لا يكف عن الصراخ، وكأنه غارقٌ في اللاجدوى من آلام الحياة؛ وفي انتظار جودو يقضي الصرّوخ صراخه بنغمة وحيدة، لا نشاز فيها، والنغمة الوحيدة في سياق حواريٍ مقطوع لا تُعرّف إلا بالعبثٌ الموسيقي، لا تحتمل المعنى، ولا الإنطباع، ولا المشاعر…  نغمة يعيش عليها الصرّوخ، حتى إذا شاخ تتقطع نغمته، ويتحشرج بألمها… لا أدري إن كانت النغمة حادة بما يكفي لجرح الصرّوخ من الداخل؛ فلا معنى للحشرجة سوى الجروح، ولا معنى للجروح سوى الحياة، ولا معنى للحياة سوى الصراخ، حتى الموت جفافا في مكان صراخه… ولكن (وبعد عام)، يبعث الصرّوخ في صيفٍ جديد كما تبعث العنقاء، على نفس الصراخ، على نفس الألم. صرّوخ على سدرة الوادي هائم في الصراخ حتى مماته ثم يصحو على صيف جديد ليكمل دورة الصراخ بعمرٍ طوله صرخة بنغمة واحدة لا تحتمل من المعنى سوى العبث.