المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٤

رصاصة

قُبيل الفجر والله تجلى من شُباكِ شُرفتِنا كان الزنادُ تحتَ سبابتي لكنني .. لم أُطلق رصاصةً فهذا الليلُ يجري وحدَه والموتُ لا يحتاجُني تركت حبيبتي عند قرآنٍ على لحنِ الصَبا يُتلى كانت تلكَ البداية وما بعدها إعادة كُنتُ مشهوداً لا شاهداً لا فجرَ بعد موتي تَجلى وكأن الأرضَ شُقت والسَماءُ في بطنها أدبرت فصرتُ بما كسبَ الزمانُ رهينة أخوضُ في نفسي مع الخائضين عَبستَ يا قلبُ من فجرٍ تَولى لم تَجِد فيه غيرَ الصَبا وروائحَ الذكرى وشمساً تُصارعُ الميلادَ -غداً تَعسَر -

عزيزتي أُختي

صورة
عزيزتي جنان .. أكتب لك وأنا بعيدٌ عنك، وأنتِ طفلة صغيرة لم تتجاوز سنتها الثالثة لتتهجأ هذه الرسالة ... أتجه الآن لغرفة النوم من دون أن أجرُ أيُ أحد إليها لينام معي، المكان هادئ، ومُرتب بصورة مُريبة. طالما شعرت بأني ابن الفوضى في هذا الكون، وكذلك يجب أن تكون غرفتي، ولكن صديقي في الغرفة يرفض فوضاي، ودائماً ما يحاول اجباري على اتباع ارشادات تضمن نظام الغرفة. لقد رتب هذا "المُنظَم" الغرفة، وتركَها ليعود وينام في بيته -حيثُ أمه وجنة دنياه -. أطفأتُ الضوء، وتوجهت للسرير، لم أجد صعوبة للوصول إليه بسبب خلو الأرض من كل شيء عدا سريرين في زاوية الغرفة، صعدتُ السرير برجلي اليمنى وقلت: "يا أناي، إني أسألُك صُحبتَك" ... ذكرت نفسي لأنني أشعر أحيانا بحضرة أحدهم معي في الغرفة الخالية من الأصدقاء، أحسُ بوجود "أنا الآخر" تحت السرير، أو في 'الكبت'. وأظلُ كذلك حتى أتوحد مع ذلك الآخر في جسدي، وبعد ذلك يحتلني الشعور بأنني مُسجى ووحيد في هذه الغرفة الواسعة. الظلام يُحيط بي وكأنني في فراغ ممتد لا نقطة نور لنهايته، ولا يدٌ يسرى صغيرة لتلتف على رقبني، وتنتشلني من هذا

فراغ

صورة
ولدت البشرية في أحضان وجودٍ سَلَمنا له أمرنا، وغمرنا السلام معه لأن أحداً لم يرى نهايته حتى الآن، واتخذنا منه زاوية لبناء المُدن ومستعمراتنا، وقبل بضع مئات من السنين كنا نعتقد بأن الانسان هو مركز الكون، وكل شيء يدور حولنا، أي أننا المُطلق، وما دوننا هو النسبي، حتى بَدت لنا سوءتنا بالعلم الحديث، وثَبت أننا لسنا أكثر من حبة رملٍ تسبحُ في الفراغ. وداخل هذا الحيز الموجود -في الفراغ- تفرقت البشر لدول وقبائل وقرى وعوائل وأفراد، وبسبب هذا التقسيم خَلقنا فطرة في ذواتنا وهي تصنيف الأشياء الموجودة بأشكالها وصفاتها وملمسها، وأصبحنا عاجزين عن لمس ما لا نستطيع تصنيفه وفق المنظومة التي أوجدناها –لأنها الوجود-.. مثلا إذا كنت في حديقة الجامعة، وبدى لي مخلوق غريب، يشبه البشر لكنه أقرب لمخلوقات هوليهوود الفضائية، مخلوق يفتح فمه ولا يغلقه إلا عندما ينطق حرف الباء أو الميم أو الفاء في مجتمع شبيه بمجتمعنا نغلق فمنا ولا نفتحه إلا عندما ننطق باقي الحروف. يختلف هذا المخلوق معنا في عادة سائدة، وعامة، ومن الطبيعي أن نوجد له تصنيف مختلف عن المجموعات المتعارفة معنا، ونضعه فيها –لأنه صار موجوداً-، وغالبا ما