المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٤

نَغَم

صورة
في مساجد الكويت، تتناغم الأصوات مع الحركات لتَأخذ قلبي لله، لم أسمع نشازا واحدا من الكويت حتى الآن، حتى تلك الطفلة، تمشي في الأنفينليوز بخطوات وصفقات متناغمة. ورجلٌ مُسنٌ على كرسيه، مُحاط بالأطفال، يُسلمون عليه ويُقبلون يديه ورأسه برقصةٍ وألحان تُطمئن المُسن بخلود اسمه. أو  ... ربما أنا الذي لا يرى النشازات هنا، النشازات التي تُبقيني مستيقظا في صلاة الفجر، وأخطاء الخطيب النحوية الطاردة للنوم، وصَرَخات عصفورٍ في يد طفل، وصوت دجاج الحظيرة عندما أعطى الدَجَان للديك حق التصرف في (السبوس) والماء. في حفلة ناي البرغوثي، بمسرح متحف الكويت الوطني، انتبهت -خلال ساعة ونصف دون نشاز- أني أصبحت جزءً من جمال صوتها، وجدت نفسي بعد الحفلة واقفا على الكورنيش الممتد بجوار شارع الخليج العربي، أضحك، أُجن، أصرخ، أصمت، أمشي،وأركض، اتذكر نفسي، وأنساها. الجمالُ كأسٌ بلون العنب، والنشاز رشة ماء على الوجه. ------------ الصورة من حساب المجلس الوطني للثقافة والفنون بالكويت على تويتر .

شفقٌ لا يَغرب، في الطائرة

لا يمكن أبدا لهذا الطفل، حرامٌ عليه أن يتجاهل سلامات الأطفال اذا كبر. قضى طفولته يُرسل سلاماته مع الطائرات، لم يلتفت له أحد من الركاب، ولم تصل سلاماته لأحد، حتى يئس، ولم يعد يلتفت للطائرات واليوم، يُبادل ذات الطفل دوره مع الأطفال، يطيرُ في طائرة، والأطفال على الأرض، يُلَوحون له، ولا يراهم. ولكن... يجب أن أعذر نفسي والمضيفة عن حمل السلامات، فالأطفال بعيدون، والمضيفة مشغولة بخدمتي بأكواب القهوة والعشاء، وقفت تنتظر مني ما تبقى من العشاء، وأنا شارد الذهن والبصر مشغول بالخارج بحثا عن الأطفال، ومتأملا للأرض. ضرب رفيقي على كتفي -يُنبهني بقدومها-، نظرت لها وقالت: - عفوا، هل أنتهيت من العشاء ؟! - نعم ، نعم ، تفضلي. - اعتذر، اضعت عليك تأملك للنجوم. -النجوم هنا في الأسفل. - هل تقصد أننا نُحلق مقلوبين ؟! هذا كلام مُخيف. -نحن نُحلق كالعادة، لكن النجوم هنا هي المُدن، والسماء هي الأرض الآن. ذهبت بابتسامتها التي لم تفارقها مُنذ رؤيتنا، وبقيت مكاني، شاخصا بصري للأرض، وأسأل الله مُضيفةً في الحياة. الشفق لم يغرب، منذ اقلاعنا من مسقط في السابعة مساء وحتى موعد هبوطنا في الثامنة والن

كويت ما بعد العاصفة.

عاصفةٌ تجوب المحيط بحثا عن فريسة، لا تُفرق بين ضحيةٍ هنديةٍ أو عمانية، كل الأجناس متساوية أمام الطبيعة .. سيفهمني العُمال النائمون تحت ظلال الأعمدة والأشجار في ظهيرة عُمان، وسيفهمني العُماني النائم في أحد مستشفيات الهند باحثا عن أكسير يعيد له ما اقتنع به من الصحة ... سيفهمني الحالمون. كُل الأشياء ستبدو ضعيفة أمام الريح، تكسرُ آلية الحياة، وتَغرسُ الفوضى في نفس الفريسة .. العاصفةُ هي السفر من الروتين لشيءٍ جديد لا يحدث دائما، ورجفةُ النظام المُتغطرس على الواقع الفوضوي، هي من خَلقت اختلاف الناس على الأسماء التي علمها الله لآدم  هيَّ التي حررتنا من الطريق. . دخل أبي الكويت مرةً وحيدة، مع العاصفة، قبل ولادتي بسنة، لا أدري لماذا سُميت بعاصفة الصحراء*، ربما لأنها أخذت أبي، وكان بإمكانها أن تمنع وجودي. أَمْرُ العَاصفةِ يعنيني، ويجب أن أكون هناك، في أي زمان، لأرى الأرض التي كان بإمكانها منع ولادتي. أعرف عن الكويت ساعة الصفر في يناير 1991 ، كانت أشبه بالـ.. الحرب، الساعة السادسة فجرا، كانت اللحظة، السماء تمطر نجوما على المواقع العراقية في الكويت. جنود يرون من يقتلون، وجنود ينفذون