نَغَم



في مساجد الكويت، تتناغم الأصوات مع الحركات لتَأخذ قلبي لله، لم أسمع نشازا واحدا من الكويت حتى الآن، حتى تلك الطفلة، تمشي في الأنفينليوز بخطوات وصفقات متناغمة. ورجلٌ مُسنٌ على كرسيه، مُحاط بالأطفال، يُسلمون عليه ويُقبلون يديه ورأسه برقصةٍ وألحان تُطمئن المُسن بخلود اسمه.

أو  ... ربما أنا الذي لا يرى النشازات هنا، النشازات التي تُبقيني مستيقظا في صلاة الفجر، وأخطاء الخطيب النحوية الطاردة للنوم، وصَرَخات عصفورٍ في يد طفل، وصوت دجاج الحظيرة عندما أعطى الدَجَان للديك حق التصرف في (السبوس) والماء.

في حفلة ناي البرغوثي، بمسرح متحف الكويت الوطني، انتبهت -خلال ساعة ونصف دون نشاز- أني أصبحت جزءً من جمال صوتها، وجدت نفسي بعد الحفلة واقفا على الكورنيش الممتد بجوار شارع الخليج العربي، أضحك، أُجن، أصرخ، أصمت، أمشي،وأركض، اتذكر نفسي، وأنساها.
الجمالُ كأسٌ بلون العنب، والنشاز رشة ماء على الوجه.






------------
الصورة من حساب المجلس الوطني للثقافة والفنون بالكويت على تويتر.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متاهة (قصة قصيرة)

قطرة دم

موقف من الخوض (2)