عميد الديكة


 

رويّ في الأثر عن حديقة دجاج مبنيّة في احدى القرى القديمة، ولأن عقول دجاج هذي الحضيرة مثقفات، وواعيات بمدى الخطر المحدق بهن خارج القرية.

مرت حضيرة الدجاج بالعديد من مراحل التطور الفكري والثقافي؛ ففي مرحلة دجاجية سابقة كانت الديوك توفر الطعام لأزواجها الدجاج عن طريق الهجوم على بيض دجاجات أخرى، واستمر هذا حتى اكتشاف البرسيم. إلى أن ظهر ديكٌ ذكي، ولمّ الدجاج حوله، ثم قاموا بقتل باقي الديكة في الحضيرة؛ فظهر عرفٌ جديد في الحضيرة وهو: ديك واحد يبقى حيا في الحضيرة.

عند ظهور الديك الذكي كان الجدل الفلسفي القائم في الحضيرة حول بداية عصر الدجاج، وأكثر الأسئلة شيوعًا كان "من أتى أولًا، البيضة أم الدجاجة؟!"؛ فقام الديك بخطبة أسماها: "من لقَح البيضة؟!"، وطرح فيها ضرورة وجود الديك في أول ظهور للدجاج، ثم تعرجت الخطبة لتتحدث عن [ديك واحد يكفي لكل دجاج الحضيرة]، وأحقيته في قيادة الحضيرة كونه ديك يتنزل عليه الفكر كما ينزل المطر. قام العرف بعد هذي الخطبة بقتل كل ديك في الشهر الأول من حياته، وعند موت الديك العميد يتم عمل ساحة مصارعة، تتصارع فيه الديوك حتى الموت، ويقوم الديك الحي الأخير بقيادة دجاج الحضيرة.

بعد أربعة عشر سنة من حكم الديك الذكي؛ ظهر ديك صغير في أول شهر من حياته، وقال بأن الدجاج كان عبارة عن ضفادع، تطورت خصائصها حتى صارت دجاجًا، وطرح فكرة أحقية كل ديك بالحياة، والتنافس على حب الدجاج تنافسًا شريفا. الفكرة أعجبت الجيل الجديد من الدجاج؛ لأنها ستتيح لكل دجاجة اختيار الديك المناسب لها، وسيتوفر وقت أطول لكل دجاجة مع الديك المناسب؛ فقامت ثورة الدجاج الصغير على الديك العميد وقتذاك... وما تزال الثورة قائمة حتى الآن.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متاهة (قصة قصيرة)

قطرة دم

موقف من الخوض (2)