مد الشيوعية التقنية !!!


شعار جماعة البرمجيات الحرة

" يا مبرمجي العالم اتحدو" ...
هذا الشعار الذي تتبناه جماعة البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر في جامعة السلطان قابوس، وتحت تشجيع من هيئة تقنية المعلومات. (( فيديو ترويجي ))

لن أتحدث في مدونتي بصفتي رئيس لجنتها الإعلامية، بل كمستخدم للتقنية, الخائف من المساءلات القانونية التي قد تعصف بالمستخدمين للبرامج الغير مرخصة، اللهم يا ساتر كيف سنتصرف اذا تم تطبيق القانون الخاص بالتقنيات حرفيا ؟؟؟  تخيل سوق التقنيات من دون كراك كما يقول أعضاء الجماعة وإدارتها، ومن بروج للكراك فإن أبواب السجون مفتوحة له !!

اليوم -14 مارس- ، وفي ذكرى وفاة كارل ماركس -واضع مبادئ الشيوعية وصاحب كتاب رأس المال- لابد من التعريج على بعض المفاهيم القائمة عليها فلسفة البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر- والتي أراها شيوعية تقنية-، فهي ليست إلا جزئا من المد الماركسي الذي انتهى خطره عمليا حتى من الأرض التي نبت عليها، ولكنه اليوم يغزوا عقولنا تقنيا .

تقوم فكرة البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر على الملكية العامة ، تحت رخصة GPL التي تنص على عمومية الترخيص، ولم تكتفي على عمومية المنتج فقط، بل شملت حتى المنتجات المشتقة من المنتج المرخص برخصة (GPL)، بحيث أن المبرمج صاحب البرنامج يتيح للمستخدم حرية التعديل والتطوير على البرنامج بشرط أن يكون البرنامج المعدل مفتوح المصدر أيضا، ويكون هذا عبر تمكين المستخدم من الإطلاع على الــ( Source Code ) الخاص بالبرنامج، ومن هذا المنطلق يكون البرنامج قد تحول للملكية العامة كما هو الحال في نظام (Linux) والذي بني عليه الكثير والعديد من الأنظمة الأخرى كنظام (Ubuntu)، ومن حق أي مستخدم أن يعدل على أحد هذه الأنظمة - المفتوحة المصدر- ليُنتج توزيعته الخاصة به، كما فعلت جماعة البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر بتطوير توزيعة من نظام (Ubuntu) وإعادة تسميتها لــ(Omanix  ) ومن حقي أنا مثلا أن أعدل على عمانكس وأسميها منذورإكس.

وينظر المعتقدين بالبرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر بأن الشركات الداعمة للبرامج مغلقة المصدر ليست إلا مؤسسات إقطاعية تهدف لإحتكار التقنيات والبرمجيات لصالحها فقط دون تقديم الهدف الأسمى وهو المصلحة الإنسانية من خلال خلق محافظ لبراءات الإختراع تمنع الكثير من المبرمجين من انشاء حتى برامج مشابهة لها، الأمر الذي يقمع أي تحرك للشركات البرمجية الصغيرة لأن التقنية تتطور تراكبيا، وكل جزء يعتمد على ما سبقه، فكيف أن يقوم أحد في حين أن الأساسيات محتكرة؟؟؟؟ وهذا ما أتاح لمايكروسوفت تهديد الشركات الموزعة لنظام لينكس بدعوى أنها تعدت على براءات اختراع تعود لمايكروسوفت.

وغالبا ما تكون شركتي آبل ومايكروسوفت من أكبر أعداء البرمجيات المفتوحة المصدر في نظر مناصري الحركة البرمجية المفتوحة المصدر، ويرجع ذلك لسياسة الشركتين البرمجية المتكئة على الربحية والإحتكار. ومن وجهة نظرهم أن أنصار آبل ليسوا سوى مخدوعون بالتفاحة وأنهم المعتقدين بأن قيمة الشيء في قيمته المادية فقط، مستدلين بذلك على الكثير من الذين يشترون منتجات آبل لأنها ( منتجات آبل) فقط.

ويتكئ المستخدم والمطور للبرمجيات المفتوحة المصدر على أن أصل البرمجيات كان مفتوح المصدر –قبل أن تغلق الشركة الموزعة لنظام يونكس الشفرة المصدرية للنظام-، وهذا هو قول كارل ماركس يطرح رأيا إجتماعيا: "كما بدأت البشرية شيوعية، فإن الحتمية تقول إنها ستعود شيوعية، حيث لا ملكية فردية".

( ريتشارد ستولمن)

هنا، بعد تحول التحول في تسويق البرمجيات وتحول البرمجيات للإحتكار، ظهر كارل ماركس البرمجيات المدعو بــ(ريتشارد ستولمن) في سبتمبر عام (1982)، وقام بدعوة المطورين للعمل على مشروع (جنو \ GNU ) لوضع حجر الأساس لبرنامج مفتوح المصدر بالكامل، وبدأ بالعمل على العديد من البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر، ثم كتب كتاب رأس المال التقني المسماه بــ( رخصة GPL  ) والتي قامت على مبدأ حرية الحصول على الشفرة المصدرية للبرامج ودراستها وتعديلها وتطويرها واستخدامها وتوزيعها وتوزيع البرامج المطورة.
 
لم يكتفي ستولمان بالدعوة لبرمجيات حرة وحسب، بل دعى أيضا إلى الملكية العكسية "Copyleft" الهادفة لترك الحقوق, استخدمها ستولمان في مشاريع جنو واستخدمت في جميع البرامج المفتوحة المصدر لإتاحتها للمستخدم حرية التعديل والنشر والتوزيع ولكن لابد من جعل كل المنتجات المطورة من هذا المنتج تحت هذه الرخصة (Copyleft)، وينظر لرخصة الملكية العكسية من وجهة نظر مناصري الحركة إلى أن المعرفة للجميع وليست حكرا لمؤسسة أو جهة معينة، وتستخدم الآن للكتب والموسوعات مثل الموسوعة العالمية "ويكيبيديا" إيمانا من المؤسسة بمنع الإحتكار وحرية الوصول للمعلومات وتعديلها ونشرها واستخدامها -مع اسم المصدر وعدم الإدعاء بملكية المنتج من قبل المستخدم-، وهناك من يتهم حتى شركات مكافحة الفيروسات .

كما أن بإتاحة البرمجيات الحرة للمستخدم حرية الإطلاع على الشفرة المصدرية تمنحه المزيد من الأمان والثقة في المنتج، في حين إمكانية تضمين برامج خبيثة أو تجسس في البرمجيات المغلقة دون علم المستخدم بذلك، فهو لا يعلم ما الذي يحويه البرنامج أساسا، على عكس البرمجيات الحرة، فإذا تم اكتشاف برنامج خبيث في أحد البرامج المفتوحة المصدر سيسهل إكتشافه وتعديله، لهذا ترى تهافت المبرمجين والقراصنة على اتهام الشركات المنتجة للبرمجيات المحتكرة بالتجسس على مستخدميها، ولا يمكن لأي مستخدم نفي ذلك، لكن بإمكان القراصنة معرفة إذا كان ذلك صحيحا، لهذا نرى بعض الدول تميل لإستخدام البرمجيات المفتوحة المصدر لأسباب أمنية وسياسية، مثل إيران وروسيا  بسبب خوفهما من زرع برامج تجسس في الأنظمة الصادرة من الشركات الأمريكية.

وتتبنى الجماعة حملة توعوية للحد من البرامج المقرصنة أو (المكركة) والتوجه للبديل (البرامج المفتوحة المصدر) أو البرامج المجانية، وتعرض بعض القوانين التي تكافح نشر البرمجيات المقرصنة والبعيدة كل البعد عن الرحمة أو الشفقة بمستخدمها ومروجها، وأن تطبيق القوانين في الوضع الراهن صعبة جدا للجهل القانوني بهذا المجال ولكن في حالة توفر طرف يحرك دعوى قضائية ضد جهة معينة بسبب استخدام هذه البرمجيات المقرصنة فالقانون لابد أن يأخذ مجراه لأن القانون لا يحمي المغفلين، وهذا ما حدث عند بعض المحلات الموزعة للبرمجيات المقرصنة، حيث قامت شركة مايكروسوفت شخصيا برفع دعوى قضائية أنتهت بالتسوية مع المحل !!!

تخيل أن هناك سوق تقنيات, بدون فوتوشوب مكرك !! بدون وندوز مكرك !! بدون باوردايركتور مكرك !! بدون مايكروسوفت آوفيس مكرك !! وقيمة كل هذا تتجاوز الألف ريال !! ,,,, ,,,, ما الذي ستفعله هنا ؟؟؟؟

تعليقات

  1. مقال رائع ،، ينبأ عن فكر وإطلاع وثقافة..

    نعم سياسات تقنية شيوعية ،، لكنها ليست مفروضة على أحد ،، هي ملكية عامة للجميع ،، ولكن بإختيار الجميع ،،

    نعم أتخيل سوق التقنية بدون تلك البرمجيات المكركة ،، ليست عندي مشكلة ،، فأنا مع حزب السيوعية التقنية ،، حسب ما أطلقت عليه ،،

    أشاركك الرأي أن مايكروسوفت وأبل قمة الإحتكارية الإقطاعية..

    أبدعت في المقال

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متاهة (قصة قصيرة)

قطرة دم

موقف من الخوض (2)