استفتاح, ليلة الميلاد

دقت ساعة الصفر معلنة عن يوم جديد، يوم الأحد الذي يرتد فيه صوت أجراس الكنائس الكاثوليكية، لم تكن تعني هذه الأجراس لي شيئا، ولكن الجميل فيها أنها صادفت هذا الأحد, 4 مارس.

نعم هذا الأحد، وعند أول فيمتوثانية من ساعة الصفر، بادرت أجراس جوالي بالرنين المتواصل، لم تتوقف، ولا أعرف كيفية ايقافها، فصوتها يخترق قلبي ليرسم فرحة تتجاوز الحدود المسموحة، وتخلق سعادة لا تعترف بالتخوم، في وقت كنت أشتهي فيه كوبا من الشاي خائف أن أشربه حتى أكسر حواجز السهر !!

لم أتعجب من أن محمودا سبق جميع المهنئين عند ساعة الصفر، فهذا شيء ليس بالجديد، ولم أتعجب من ذلك الذي كنت انتظر تهنئته قبل عيدي بيوم ولم يرسل حتى الآن، فهذا شيء طبيعي جدا، ولكن اتصال شخص يتحدث العربية مكسرة، وكأنها دقت دقا قويا "بالمدق والمنحاس"، فبدأ اتصاله بالسلام، ثم السؤال عن الأحوال، وبعد ذلك سألته عن نفسه فأجابني بأنه صديق فيسبوكجي ويريد أن يسأل عن الحفلة ومكانها.

أقال حفلة؟! أي حفلة في هذا الأسبوع المزدحم بالأعمال المختبرية والإمتحانات، فأنا في الأسبوع السادس من فصل الربيع، حيث يعتكف الطالب على كتاب الفيزياء الثانية للهندسة، وكل ما يلي هذا الأسبوع عبارة عن مكابس ضغط دراسي على الطالب الجامعي...

أقلت الطالب الجامعي !؟ نعم نعم!! كيف يعيش هذا الطالب؟! لماذا يتميز أو ينهار أحيانا ويفرح ويحزن ويستطرب ويتسكع ويتطوع في أحيان أخرى ؟!؟

تساؤلات كثيرة اجتاحت فكري المتشرد في هذه الليلة، ليلة الميلاد، وزارني فيها فلان الذي لا أرى فيه أي روح لثقافة تليق بطالب جامعي، وعلان الذي خانه المعدل في سواد الليل مع ثقافته العالية، وزيد المتميز بدراسته وثقافته !!

كل هذا حرمني من النوم الطبيعي, واستخدم لفظ طبيعي هنا لأن نومي كان كيميائيا، فصديقي "الفيسكودريل" الذي اشتريته في منتصف الشتاء ما زال في ثلاجة شقتنا السعيدة !!

في هذه الليلة قررت أن افتتح هذه المدونة لتحكي بعض الواقع في سور الجامعة كما يراها أو يعيشها الطالب.

تعليقات

  1. سيسعدني جدا أن أقرأ لك ما ستكتبه عن المكان الذي عشت فيه لأكثر من ثمان سنوات وعرفت من خلاله العالم .

    دمت مدوِّنا ..

    بانتظار التدوينات القادمة .

    من الجيد أن تعطل التحقق بالحروف في التعليقات
    ادخل إعدادات
    التعليقات
    وأزل خاصية التحقق بالحروف لأن التعليق هكذا سيكون صعبا في جوجك كروم ..

    وحياك أيها المدون ..

    تحفّل على عمرك ..
    وانطلق في هذا العالم الجميل

    ردحذف
    الردود
    1. وسيسعدني تواجدك في أنحاء مدونتي المتواضعة ,,, تم تعطيل خاصية التحقق بالحروف وتعديل خيارات التعليق

      بسم الله مجراها ومرساها في هذا العالم

      حذف
  2. رائع يا باشمهندس
    ننتظر بشوق كتاباتك القادمة
    أعجبتني لغتك الجميلة ومهارتك السردية
    _____________________
    خريج كلية الهندسة

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا بك استاذي المهندس ^^
      بإذن الله سأكون متواصلا ^^

      حذف
  3. أسلوب سَرد جميل ، يبدوا أن المذكرات ستكون مشوقة !
    ننتظر ^^

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متاهة (قصة قصيرة)

قطرة دم

موقف من الخوض (2)