جنون اختبار !!


تلك الروح، التي لا توصف بعد اختبار قضيت يومين قبله متصفحا مواقع التواصل الإجتماعي، وماشيا بين دواري النماء ومزون، حيث اللمبالاة من عواقب ما سيحدث أثناءه أو بعده، لتخرج من اختبارك مبدعا متميزا فرحا، ومجنونا !!

بعد اختبار أحدى مواد الرياضيات الخاصة بالهندسة، وبشخصيات ملئها الجنون، فهنا لا فرق بين من حل الإختبار جيدا ومن لم يحل، فالجميع سواسية أمام الجنون، توجهنا مباشرة  لحضور أمسية تجارب إعلامية في القاعة الكبرى بجامعة السلطان قابوس، فوجدنا أنفسنا بداية نمزح مع كل من يقابلنا، سواء كان معروفا أم مجهولا، بدءً بمن لا تسعه دنياه للحياة، وانتهاء بعمر حسين وجمهور الأمسية.

سنقولها صراحة، كان الحوار مملا لدرجة أني مستعد للقيام بأي شيء لتغيير كل شيء، حتى ديكور الأمسية الرائع المصمم بالأنامل الإبداعية –ان استطعت- ، ولكن شخصيتي الظاهرة أمام العامة مختلفة عن ما هي عند محيطي القريب والأسري خاصة، فأمام العامة أنا ذلك الهادئ الذي يبحث عن العقلانية في حواره، وأمام الخاصة أنا ذلك الذي يفكر بصوت عالي، الأمر الذي يدفعه لقول ما لا يتقبله المنطق أحيانا !! ولكن هذا يبقى كفكرة قيد التفكير فيها  وقابلة للتغير السريع !!

جاءت إحدى الأخوات المنظمات لزميلي سائلة إياه بمحاولة صنع صوت جمهوري يطالب بعرض كوميدي من عمر حسين وفهد البتيري، وبصفتنا تحت تأثير الإختبار، و( شلة الفلة ) في هذا اليوم تحديدا، قررنا أن نبدأ المطالبة حتى نشهد صخبا جمهوريا كبيرا يطالب بهذا، فالمسألة على حسابها النظري بسيطة جدا، وسهلة، كل ما علينا فعله هو الصراخ : " Show, Show, Show, Show " وسيضج المدرج بالصراخ بعدنا.

ولكن حدث ما لا يحمد عقباه، لم يردد أحد المطالبة معنا، مما دفع جميع من حولي للصمت، وبقيت وحدي أنادي " Show, Show, Show, Show "، وما كان استمراري إلا محاولة لكبت ذلك الحرج الذي أتعرض له من الجمهور، فلم أرضى بخفي حنين، ولا بخلو اليدين، ووقف عمر بعد ثوان قليلة جدا، كدت أحسبها ساعات كثيرة جدا، فارتاح قلبي وبادرت بالجلوس بعد تحقيق الهدف المنشود... ولكن هيهات بالجلوس !! فعمر ينادي !! وربي ما وقته يا عمر !! موقفي محرج وأنا أصرخ !! يرحم والديك شي أمل للتراجع !! يرحم ( حيانك) كلهم ما لابس (كمية) وأنت لابس (مصر) !! ولكنه قال : "أنت .. أنت تعال" !!




تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متاهة (قصة قصيرة)

قطرة دم

موقف من الخوض (2)