آخر الشهر


ها نحن نشهد الفترات العصيبة الأليمة في حياة الطالب، فالأشهر كلها تتأرجح كالبندول، بين الغنى والإفلاس، كنا نبدأ شهرنا ونحن أغنى طلاب العلم في السلطنة بعلاوة الــ(120 ريال)، ولكن ينتهي بنا الشهر كحال جميع الطلاب بالسلطنة ( رصيد صفر )، والآن هناك من يوازينا في بداية الشهر، والحمدلله، ولا أستطيع أن أخفي عليكم أنني أأمن على نفسي في نهاية الشهر أكثر من بدايته، على الرغم من كثرة اللصوص المتربصين بالطلاب وشققهم وبيوتهم وأجهزتهم المحمولة من جوالات وكومبيوترات، إلا أنني على اقتناع تام بأنهم ليسوا بذلك الغباء الذي يدفعهم للمخاطرة بسرقة ريال واحد من محفظة طالب، أو حتى بطاقة السحب الآلي تستحي الجرذان قرضها لأنها تعود لطالب جامعي في نهاية الشهر!!!

وعند دخول الإستراحة الطلابية في هذه الأيام ستجد الحديث يمتزج بالقضايا الإقتصادية، ولا سيما التضخم في منطقة الخوض خصوصا، فصحن ( حمص الشوارما ) أرتفع خلال أقل من عشر سنوات من ( 600 بيسة) إلى ما بين ( ريال، وريال ونصف، وريالين) وأسعار السكنات مكلف جدا، فقبل عشرة سنوات كانت قيمة الغرفة الواحدة ( 40 ريال ) بينما تعدت حاجز ( 130 ) ريال هذه الأيام، وأكثر المواضيع شعبية هي تلك المتعلقة بإمكانية زيادة العلاوة، أو الاستفسار عن موعد نزولها في هذا الشهر، وستلاحظ أيضا الكثير من الأسئلة تخلق إجابات لا أعرف مصدرها والأرجح أنها من خيال الطلاب أنفسهم، فالبعض لا يستطيع أن يقاوم صناعة مجد برمز كلام إلى شخص بريء براءة الذئب من دم يوسف ويكون هو الناقل المباشر لهذا الكلام الخيالي !!

في هذه الفترة، حيث إعلان الإفلاس، ينقسم الطلاب إلى قسمين، قسم يستعين بجهات خارجية لاعادة الثقة في قدرته الاقتصادية، ويمارس حياته بكل أريحية، ويزور المقاهي والمطاعم الراقية في الخوض من بابل والهلال التركي وشمس أنقرة والأرنب الجائع. أما عن القسم الثاني فهو مكافح، ومناضل يرسم خطة تقشف تمنعه من زيارة سينما البهجة، وتبعده عن جميع المشويات، ويشعر مرغما بانجذاب نحو المطاعم الهندية ووجبة الكيما الهندية، والمسالا –في حال رغبته تدليع نفسه-.



"يوم يطلع الراتب"، أكثر العبارات استعمالا عندما تسأل أحدهم مرافقتك للسينما أو لتناول القهوة في كوستا، أو حتى لتناول وجبة عشاء في مطعم بابل، على الرغم من أنها "علاوة" وليست "راتبا".


" كأننا والمال من حولنا  ×××  قوم جلوس حولهم مال" ,, هذا ما قاله أحد الطلاب لي بعد ما قرأ هذه المدونة قبل نشرها !!!


"نحن أولاد البطة السوداء"، سبب عدم زيادة العلاوة من وجهة نظر بعض الطلاب التي انتشرت بينهم هذه الثقافة الجديدة.

تعليقات

  1. انا مفلس من زماااااااااااااااااان :\

    مو قال ؟
    بتصوم معي عشر ايام اخر الشهر ؟؟

    ردحذف
  2. كل شهر نقول هالشهر غير.. بس ما شي منه

    ردحذف
  3. كان الله في عونكم
    ما يحس بالمعانآه إلا من عاشها

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متاهة (قصة قصيرة)

قطرة دم

موقف من الخوض (2)