العاطفة المبالغة !!



(1)
نبدأ بقصة الملعون من العواطف، عبود، ذلك الطالب الغير مرغوب عاطفيا، ولكنه يحاول، لعل أحدا ما يخطيء وينال اعجابه، أو أن الايمان بوجود الذوق الفاشل يدفعه للصمود، فهو مخلوق غير قابل لليأس، لا يعرف ممارسة أي شيء سوى البحث عن الأمل بين حنايا الألم والعذاب، فكل يوم يتلقى الصدمات العاطفية بسبب دفاشته الواضحة، وبسبب انشغال فكره عن دراسته فهو يبحث عن علامة (C)  في كل مادة.

(2)
في الركن المقابل لعبود، يعيش فهم، شخصية قربية من الأسطورة الأسبانية دان جوان، عدا أنه بنسخة عمانية خفيفة، يمتلك فهم قلب يوصف بالفندق، يوفر إقامات مجانية، وأحيانا يوفر لزبائنه المال وبطاقات الحياك والنورس مجانا، ولكن العيب أن مدير الفندق هو نفسه الجرسون على مطعم الفندق وحارس الفندق وعامل النظافة والطباخ وكل شيء في الفندق هو فهم لا غير، وللأسف بسبب زحمة الأعمال غالبا ما يطمح فهم بمعدل (C) في جميع مقرراته.

(3)
أما عن الوفي عيد، فهو لم يعشق إلا فتاة واحدة، تعيش في كلية أخرى غير كليته، ويحاول قدر الإمكان أن يكسب اعجابها، وبعد فترة طويلة من الصراع مع الذات وجمع كل ذرة شجاعة وجرأة في جسمه بدأ خطوته الأولى بمصارحة حبيبته التي أبدت تحفظا في بداية الأمر ولكنها امتزجت به مع الوقت، ففرح هو، وحفظ سرها، وأخذ يكلمها بصمت، ويبعد كل ما قد يمس فضح علاقتهما، فقط لأنه يخاف عليها لا على نفسه، وانصدم مع الوقت بأن جميع من يرافقه في تخصصه يعرفون بقصته، وأن حبيبته "تحش" فيه عند زميلاتها، وانتهى الأمر به للطموح بمعدل (C) في كل مادة في هذا الفصل !!

(4)
وفي الركن الركين من كل استراحة طلابية، يتواجد مرهون مع كتبه، ودائما ما يمر جنبه عبود واصفا إياه بــ(الدحاح)، وبعد البحث والتقصي عن سبب مراجعة مرهون وجدت المخابزات الطلابية لتقصي الحقائق أن مرهون يحاول أن يكسب عشق فطوم بالدح والظهور الدراسي، فأخذت المخابزات تبحث في أمر فطوم، وثبت بالأدلة أنها تعشق مهند، وستأخذ بقلبه من أحشاء قلب نور، لم نخبر مرهون بالإستناج للحفاظ على تميزه، ولكن فطوم تطمح الآن للحصول على معدل  (C)  في جميع مواد الفصل !!

(5)
يحيى، شاب يؤمن بكل مقومات الرومانسية المثالية، فقضى عمره باحثا عن السيدة الأفلاطونية بين رحاب كليات الجامعة المترامية الأطراف، متنقلا بين أغصان حب كل فتاة، فعرف خلال رحلته على نصف بنات الجامعة، وتعرف على نصف العدد الذي يعرفه، وبعد عدة سنوات لم يتقدم فيها أكاديميا سوى بضع ساعات تسلل إلى قلبه الاعتقاد بإنعدام جميع صور الرومانسية، تحول إلى ذئب يفترس كل خروف يمر من أمامه، ولكنه لم يخرج من مستواه الذي بدأه، معدل ( C   ) !!!

(6)
جميل، مخلوق لا يمت للجمال بصلة، ظريف، يعشق الجلاكسي بشقيه التقني والشوكلاتي، متعصب جلاكسيا، يكره الآيفون، وهذه العاطفة من دمر حياته، فهو لا يرى في طريقه سوى الجلاكسي، ولا يسمع سوى نغمته، ولا يتذوق سوى طعمه، فهو الغارق في بحر البرمجيات المفتوحة المصدر، ولكن بعقل مغلق المصدر، لا يسمح له سوى بمعدل ( C    ) !!

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متاهة (قصة قصيرة)

قطرة دم

موقف من الخوض (2)