عمود إنارة
بعد وجبة العشاء، ومثل كل يوم وكأي تقرير: "تم مناقشة القضايا الإقليمية والدولية، وآخر المستجدات في الساحة الجامعية، وتوطيد العلاقات مع زميل الغربة منير" كل هذا أثناء اتجاهنا إلى مركز الهدير للتسوق، وأبى منير إلا أن أشرب الباريو على حسابه، فأخذت علبة بالفراولة تضامنا مع الحالة العاطفية في ذلك اليوم، وتبعني منير تضامنا مع حالتي العاطفية أيضا، فخرجنا متجهين نحو شقتينا المتجاورتين .
في الطريق، وبينما كان الحديث يدور حول مسلسل نانسي وبشار الأسد وما آل إليه العراق من تأزم سياسي – متناسين الهموم من حولنا- أخرجت علب الباريو، وسلمته زجاجته، ورفعت زجاجتي، سائلا إياه أن يختار نخبا، ولكن جوابه كان سريعا: "استغفر الله"، فلم أرد أن أرجع يدي حافية، فلمحت عمود إنارة على يساري، فضربته بالزجاجة قائلا : "نخب الحرية".
وأثناء خطوتنا السادسة من عمود الإنارة السابق، لاحظنا عمود إنارة منزوع من أساسه، فاستوقفني لحظة !! فألتفت نحو منير قائلا: " أعتقد أن عمود الإنارة صاحب نخب الحرية سيختفي غدا كحال هذا العمود. "
عدت مساء اليوم الثاني لأطمئن على عمود الإنارة والحمدلله وجدته شامخا منيرا، فشكرت الرب على ستر هذا العمود المسكين.
تعليقات
إرسال تعليق