الغضب


الغضب، مثل ولادتك أو موتك، لا تختاره أنت، بل هو الذي يختارك من بين أكثر من خمسين طالبا في المادة لا تملك سوى رقم طالب واحد منهم، وحتى هذا الطالب، لم اختره أنا. هو اختارني لأكون شريكه في المعمل.

تحت تأثير الغضب،   يوم الخميس، في الأسبوع السادس، لا شيء يشبهني مما حصل فيه، لبسني باختياره، وكان معطفا لتعاطف أصدقائي من حولي، هم هكذا في لحظات السوء داخل هذا الحرم، لا يملكون سوى أن يستعرضوا هذا المعطف أمامك، والقليلون هم الذين سيعرضون عليك الدفيء به، لا شيء فيهم يستحق قضيتك سوى معطف. القضية الآن قضيتي، والمشكلة مشكلتي وحدي لا شريك لي، أغضب لها، وأغرد كل غضبي بأقل من ثمانين حرفا لتستفز كل من يهتم لأمري أو فضوليٍ تجمد عقله مع التغريدة.

  ليس من العيب أن تغضب، وتمارس غضبك بلحظة -قد تتراكم نتائجها لما بعد غضبك-، هذا حقك المشروع بحياتك، تعيشها بكل ما فيك من مشاعر، وتنغمس في نفسك، تحررها خارجك. تعودت منذ خمس سنوات في الجامعة أن أبحث عن مكان اختباري قبل نصف ساعة من بدء الاختبار، بضغطة زر على البريد الإليكتروني أو نظام التعلم الإليكتروني في الجامعة ويكون مكان الاختبار في متناول يدي، إلا في هذه الخميس !   ضغطت على كل شيء -قبل ربع ساعة من بدء الاختبار- ولم أجد المكان، اتصلت بزميلي - الذي اختارني كشريك في المعمل- ولكنه لم يرد ! ... تَأجل اختباري، بعد اسبوع من المذاكرة تحت ضغوطات دفعتني للتضحية باختبار قصير.

فمن حقك أن تغضب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متاهة (قصة قصيرة)

قطرة دم

موقف من الخوض (2)