أنتَ، وعام جديد


مرت سنة، كُنت خلالها أنت بطل حياتك فيها، أو اخترت دوراً ثانوياً فيها... لا يهم، هناك ما يكفي من السنوات أمامك، حاول أن تنتزع حقك منها، وعشها بكل تفاصيلها المؤلمة والحزينة، المرحة والسعيدة. يجب على المشاهد القادمة أن تكون أكثر جمالاً مما سبقها، لم تعد مراهقاً، ومسؤولياتك –مهما كثرت وتكاثرت-خفيفة اليوم... كخفة ورقة تتوالى عليها الكلمات من قلم القدر الذي تمسك به، محاولاً أن تجره كما تريد بيديك المشلولتين أحيانا، والحرة أحيان أخرى، فعلى الله أن يغير سُنن لعبتك المُفضلة في المرحلة الابتدائية "انسان، جماد، حيوان، بلاد" لتختار كلماتك، أو أن تُغير أنت ظروفاً -أنت تملكها-.

توالي الكلمات يَخلُق لك الحاجة لصفحات أكثر، وأكثر، ثم أكثر... حتى تصبُح كتيبا، وكتاباً، ثم مجلدات تضطر لحملها أينما ذهبت، فاجعل حروفها تنساب زلالاً على عين القارئ –أنت-، واعتمد على كل فصل لجعل القادم أكثر جمالاً ... ولا تجعل ظهرك ينثني لمجلد تتكرر صفحاته وأحداثه.

السماء لم تزل مكانها، وكلما كبرت يعلو المستحيل، وترى سماءك تبتعدُ عنك، يَلبسُكَ الشعور بعدم حدوث شيء مهم، فتعود للنوم، ثم تستيقظ على صوت اسعاف أمام العمارة، ويتجلى أمامك ملكان يجران سريرك، والصوت يقترب، فتستيقظ مرعوباً. تمسك جوالك وتكتبُ رسالة لأمك: "أحبكِ، في كل فجر" ... ولا ترسلها !!


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متاهة (قصة قصيرة)

قطرة دم

موقف من الخوض (2)