عصفور الله


في شقاوتي لم اترك عصفورا بحاله، كنتُ أبحث عن أعشاشهم في فتحة صغيرة بين المكيف والجدار، وداخل الرمانة ذات الأغصان الرقيقة والكثيفة -كالعُش تماما-...

لم أسرق يوما عصفورا لا يملكُ ريشاً، كنت أزورهم باستمرار في عشهم وانتظرهم حتى يكبروا، ثم آخذهم وعشهم إلى مكان في ساحة البيت الخلفية. لا تطوله القطط. جهزته لهم ببذور الرز  وفتات الخبز.

والعش، آخذه معهم، فأبواهم عصفوران كبيران، قادران على تحمل هذه الأرض وحرها... وأنا أيضاً، لا أحب أن أمزق البيوت. 

سرقت الكثير من الأبناء والعشوش، حاولت تربيتهم، ولكن دائما ما ينتهي الحال بأن أصرخ في وجه العصافير التي لا تنفك عن خذلاني، والموت... حتى يَئستُ العصافير.

واليوم، أنا عصفور الله.

تعليقات

  1. وَ اليوم أنا عصفور الله - وَ عصفور بينَ ما كتبت ..
    شعور وَ مشَاعر جميلة ..لا يأس سيربتُ عليك، إنمَا أعشَاشُ الحياة علىَ حِس شقَاوتك بنّت جانِباً لطيفاً فيك لِتكتبهَا الآن. لتكُن ذاكَ الهواء العَابر بينَ أضلعنَا بسلام.


    بُوركتَ دهراً وَ عُمراً أخضرا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متاهة (قصة قصيرة)

قطرة دم

موقف من الخوض (2)