تعليق حول [النسبوية]
[1]
قرأت [النسبوية، التبرير العاجز] للصديق محمد الشحي، وكنت دائما ما أصاب بصقعة ضحك عندما أرى أحدهم
يرد على موضوع لصديقي بأنه [نسبي]. أعرف جيدا ذلك الشعور الذي يراود أحدهم عندما يُقال
له: "استمعت لوجهة نظرك، ولا يهمني إن كنت قد فهمتك أو لا... والمهم أني أختلف معك؛ لأن الموضوع
نسبي".
وتجريد مصطلح
[النسبية] من ستائره هنا يُخرج لنا [نكتة قصدية عظيمة] في التعاطي مع القضايا
والمواقف، ويُعري وجه المُتحدث [بثقافته وفكره ومعرفته]؛ ليظهر لنا بوجه المُهرج.
وأنا أتفق تمامًا مع الشحي عندما تحدث بأن النسبية تم ركوبها، ومحورتها لتكون
طريقة هروب من الحوار؛ فهم يرون النسبية كالتالي:
النسبية في عيون البعض. |
[2]
قصة: يتحدث أحدهم عن عقوق الانسان في اليمن، وما تفعله قوات التحالف
العربي فيه... يتحول الموضوع بطريقة ما إلى العقوق السوري والروسي لحقوق الإنسان؛
فيجيب صاحبنا: "الموضوع هنا نسبي".
تفسير: يجعل صاحبنا هنا قضايا [حقوق الإنسان] مسألة نسبية، قابلة للأخذ والرد
حسب الزمان، والمكان، والتوجه، والزمكان النسبي هو الأساس الذي قامت عليه النظرية
النسبية، وهناك عدد ثابت [سرعة الضوء] يخلق علاقة بين الزمان والمكان. إن اختلاف الناس هو في تناول هذا العدد الثابت [سرعة الضوء]؛ فـ [سرعة
الضوء] قد تكون [المنهجية العلمية] أو [الأخلاق الإنسانية التي تكفل شيئا معينا]،
أو [المذهب\الدين\العرق\القبيلة]. أي أن الثابت هو ما يتمسك به الشخص، ويبني عليه
آراءه، وتوجهاته.
[3]
تنشأ
المصيبة عندما يطرح طرفًا وجهة نظر مستندة على [منهجية علمية] محددة، ثم يأتي
الطرف الثاني ويتناول وجهة النظر مستندا على [تعصبه
المذهبي\الديني\العرقي\الوطني\الإعتباطي]. هنا تنشأ فجوة عملاقة بين طارح التوجه،
والمتلقي.
فعلى
سبيل المثال:
1-
تناول دكتورا بعض الشخصيات التاريخية العمانية من زاوية
نقدية -اعتمد فيها على منهجية علمية-، ثم نشأت تيارات مهاجمة له من زاوية
[مذهبية\قبلية].
2-
اختلاف الآراء حول تواجد الكويتي [شعيب راشد] في جلسة #الأمور_طيبة،
خلق آراء مختلفة مستندة على ما يقدمه شعيب [إعلاميًا\فكريا\ثقافيا]، أو [نجاح شعيب في كسب جمهور واسع على شبكات التواصل الاجتماعي].
[4]
باختصار: هناك
ضرورة لتحديد الأساسيات التي يستند عليها الحوار [الفكري\الثقافي]؛ فلا يمكن لأحد الحديث عن أن سعر
كيلو الطماطم بـ400 بيسة في منشور يتحدث عن أسعار الوقود قد تتجاوز الـ200 بيسة
خلال شهرين !!
تعليقات
إرسال تعليق