رسالة: طريق اريام
صديقي، وبعد...
لم اهتم يومها بالمسافة الخاطئة التي قطعتها؛
فأنا دائما ما أترك لنفسي مجالًا للعودة. حدث ذات مرة أن بدأت المشي في ممشى مطرح
الجبلي في وقت متأخر من العصر، ونتيجة حماسي أضعت اشارات طريق الممشى، وظللت أمشي
حتى واجهت سدًا يبلغ ارتفاعه السبعة أمتار. الشمس غربت، وبدأ الظلام يزحف شيئًا
فشيئًا، وكنت أمام خيارين:
1-
أن أتابع
السير، وأشق طريقًا لا أعرف ملامحه في ظلام الليل.
2-
العودة من طريق
أتذكر معالمه، ووعورته البسيطة، وتكون ذاكرتي هي النور التي تضيء طريقي.
مطرح، 30 أبريل 2015 |
قررت العودة؛ خاصةً بعد أن سمعت نباح الكلام. لم
أتعامل يوما مع كلاب جبال مطرح، ولا أعرف نظام تعاطيها مع الغرباء. وصلت إلى
ريام... تركتها مضاءةً بنور الشمس، وعدت إليها مضاءةً بنور الكهرباء.
القضية يا صديقي لا تتعلق بالعودة وحسب، يحصل أن
نترك أنفسنا لأيام، ليال، أو شهور، ثم نعود إليها... لكننا نعود ونجدها قد اختلفت !!
لم يسبق لي أن تركت نفسي في مكان ما ثم عدت
إليها كما كانت!
تركتها في باص التكسي تائهة، ثم وجدتها تبحث عن
بطيخة في ستي سنتر.
تركتها في حديقة العلوم تقرأ ديوانًا، ثم وجدتها
تبحث عن الحياة في البركة المائية الصغيرة.
تركتها في وظيفة، ووجدتها تحشر نفسها في وظيفة
أخرى.
كما قلت لأحدهم مساء أمس، أن ثقتي فيك لا ترتبط
بتصرفاتك بقدر ما أنني أثق بقلبك، أعرف أنك لا تستطيع أن تقصد أذية أحد، وأنك ترى
في نفسك ما لا يراه الآخرون... أثق بأنك رجعت إلى نفسك، ولكنك تحتاج أن تتعرف
عليها في وقت قصير، لكي تنجو معها في السفينة؛ فالطوفان لن يغير وقته.
تحياتي: صديقك الذي حاول الليلة كتابة قصة دون
أن يقتل البطل في المشهد الأول.
جميييل
ردحذفأن ثقتي فيك لا ترتبط بتصرفاتك بقدر ما أنني أثق بقلبك .
ردحذفاعجبني هذا السطر ..
وهذه التدوينة عميقة يا صديقي منذر
ربما لم تتغير تلك النفس التي تركتها لكن أنت تراها بعين النفس التي قطعت المسافة ،من الجانب الآخر
ردحذفالتفاتة عجيبة حول مجاهل النفس يا صديقي، دمت كاتبا جميلا..
ردحذف