جاثوم



استيقظ محمد بن نفل من نومه صباح الجمعة على أثر كابوس مرعب، رأى فيه بأن مجموعة من الفتيات يحاولن حشره في طنجرة ضغط صغيرة، حلقه جاف، والغرفة مظلمة إلا من خيوط ضوء تتسلل من تحت الباب، أخذ يدير نظره حول الظلال الداكنة في الغرفة، "استغفر الله... استغفر الله..."، ثم بدأ ينفث عن شماله، ويمنيه، ومن فوقه، ومن تحته... جمع شتات نفسه، ثم قام بحذر لتفقد ظل صغير خلف ستار النافذة، تأكد أن الظل يرجع للستارة، وعاد إلى سريره. استلقى على ظهره، يحملق إلى السقف... 
"هل هذا الذي أيقظني؟! لست مقتنعا... أتذكر جيدا لوحة حضن الشياطين -من أكثر اللوحات انتشارا في العصور الوسطى، كيانٌ شياطني خبيث في صورة ذكر، يغوي النساء في المنام، أو يغتصبهن... لكني ذكر أنا الآخر، وتهجم عليّ مجموعة من النساء لحشري في طنجرة!! كان جسدي مغطى بالظلام، وتبدأ النسوة بتحضير الطنجرة، كل شيء مظلم، عدا النسوة والطنجرة.
كانت النسوة تصلي بصوت بشع للغاية ، يؤلم أذني. بعدها أدركت أن النسوة يحاولن وضعي في الطنجرة، ولست قادرا على التحرك، حاولت الصراخ بلا جدوى لفترة، وعندها شعرت باليأس، حتى بدت نقطة ضوء من انعكاس ضوء باهت على جدار السقف، حملت يدي الثقيلة إليه بكل قوتي، وتمسكت به، ثم أطلقت صرخة كبيرة، واختفى كل شيء... على ما يبدو بأن هنالك خطب ما، أمرٌ يهدد العالم بالضياع، وتغيير النظام الذي ولدنا عليه، انقلب العالم على بعضه؛ لينتهي بي الحال -أنا كذكر- ضحية لبضع نسوة، والأداة طنجرة ترفع الضغط والحرارة من حولي... يا إلهي! يجب أن أفعل شيئا" !!

من بعد حلمه، لبس محمد ثوب الصلاة، وعمامته، وتوجه بهما إلى المسجد، وأخذ يحدث الناس عن خطر النساء، وطنجرتهن، ولم يتوقف عن الصراخ حتى اللحظة، وأن ما يحدث له اليوم يرجع بصورة أساسية إلى أن الرجال سيئون في ما يفعلون اليوم من اعطاء المرأة حقها في الطبخ بالطنجرة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متاهة (قصة قصيرة)

قطرة دم

موقف من الخوض (2)